هذا المثال التطبيقي يهدف إلى تدريب المترشحين على تحليل وضعيات واقعية تبرز مهارات القيادة التربوية واتخاذ القرار في سياقات معقدة. تعلم كيفية التعامل مع إشكالية غياب التعاقد البيداغوجي وتأثيرها على المردودية التعليمية.
في إحدى المؤسسات التعليمية الثانوية بإقليم الدار البيضاء، لاحظ مدير المؤسسة تراجعاً ملحوظاً في نتائج التلاميذ خلال الفروض الأولى من السنة الدراسية، خاصة في مادة الرياضيات للسنة الأولى باكالوريا علوم رياضية. عند التحقق من الوضعية، تبين أن الأستاذ المكلف بتدريس هذه المادة يواجه صعوبات في إرساء تعاقد بيداغوجي واضح مع تلاميذه.
خلال زيارات الإدارة التربوية للقسم، لوحظ أن الأستاذ لا يقوم بتوضيح أهداف الحصص الدراسية للتلاميذ، ولا يحدد معايير التقويم المعتمدة، كما أنه لا يشرك التلاميذ في وضع قواعد العمل داخل القسم. هذا الوضع أدى إلى عدم وضوح التوقعات المتبادلة بين الأستاذ والتلاميذ، مما انعكس سلباً على الدافعية للتعلم والمشاركة الفعالة في الأنشطة التعليمية.
الإشكالية المحورية: كيف يمكن للإدارة التربوية التدخل لمعالجة غياب التعاقد البيداغوجي وضمان تحسين جودة التعلمات؟
أضافت معاينة أخرى أن التلاميذ يعبرون عن عدم فهمهم لطريقة تقويم أعمالهم، وعدم معرفتهم بالكفايات المستهدفة من كل درس. كما أن هناك غياباً واضحاً للتواصل البناء بين الأستاذ والتلاميذ حول صعوبات التعلم وكيفية تجاوزها.
في هذا السياق، يطرح السؤال حول الإجراءات التي يجب على الإدارة التربوية اتخاذها لمعالجة هذه الوضعية، مع مراعاة الأبعاد البيداغوجية والقانونية والإنسانية للمشكل.
اكتشف أبعاد المشكلة من خلال الأسئلة التحليلية التالية
السؤال التحليلي: ما هي المظاهر المختلفة لغياب التعاقد البيداغوجي في هذه الحالة؟
السؤال التحليلي: ما هي الأسباب المحتملة وراء هذه الوضعية؟
السؤال التحليلي: ما هي التأثيرات السلبية لهذه الوضعية على العملية التعليمية؟
السؤال التحليلي: ما هي المرجعيات التي تؤطر هذه الوضعية؟
إجابة نموذجية مهيكلة ومفصلة للاسترشاد بها في المباراة
تكشف هذه الحالة عن إشكالية جوهرية في الممارسة البيداغوجية تتمثل في غياب التعاقد البيداغوجي، والذي يُعرف بأنه مجموعة التوقعات المتبادلة والصريحة أو الضمنية بين الأستاذ والتلاميذ حول المعارف المدرسة وطرق تدريسها وتعلمها.
المؤشرات الدالة على هذه الإشكالية تتجلى في:
- عدم وضوح أهداف التعلم لدى التلاميذ
- غياب معايير التقويم الشفافة
- ضعف التواصل البيداغوجي
- عدم إشراك التلاميذ في بناء قواعد العمل
الفرضية الأولى: نقص في التكوين البيداغوجي للأستاذ حول مفهوم التعاقد البيداغوجي وأساليب تطبيقه.
الفرضية الثانية: ضعف في المهارات التواصلية والتفاعلية مع التلاميذ.
الفرضية الثالثة: عدم وجود متابعة وتأطير كافيين من طرف الإدارة التربوية.
الفرضية الرابعة: ضغط المنهاج وقيود الزمن تحول دون تطبيق ممارسات التعاقد البيداغوجي.
على المستوى الفوري:
- تنظيم لقاء مع الأستاذ لمناقشة الوضعية بشكل بناء
- برمجة زيارات صفية للمتابعة والتأطير
- تقديم مراجع بيداغوجية حول التعاقد البيداغوجي
على المستوى المتوسط:
- تنظيم دورة تكوينية حول التعاقد البيداغوجي
- إنشاء مجموعة عمل لتبادل الممارسات الجيدة
- وضع دليل عملي للتعاقد البيداغوجي
على المستوى الاستراتيجي:
- إدماج التعاقد البيداغوجي في مشروع المؤسسة
- تطوير نظام للمتابعة والتقييم المستمر
- بناء شراكات مع مراكز التكوين المتخصصة
- إعداد بطاقة متابعة للممارسات البيداغوجية
- تنظيم استطلاعات رأي دورية مع التلاميذ
- مقارنة النتائج الأكاديمية قبل وبعد التدخل
- تقييم مستوى الرضا والدافعية لدى التلاميذ
- إعداد تقارير دورية حول تطور الوضعية